تسمحوا لى آخدكم 5 دقايق وأرجعكم تانى؟

Admin عدد الرسائل : 319 تاريخ التسجيل : 18/05/2007

عودة للحياة

دقت الساعة لتعلن السابعة من صباح اول يوم دراسى فى العام الجديد , ووسط الحقول والمزارع التى فرشت لونها الأخضر على الطبيعة , خرج وائل الصغير المتفوق يشق طريقه بين الخضرة ليذهب الى مدرسته التى تشهد له كل عام بالتفوق , فكان طفلا حاد الذكاء وتوقع له معلموه مستقبلا عظيما .

وداخل الفصل جلس يستمع لشرح مدرسيه , ثم اخذه الخيال لبعيد , فسرح عن الحصة وراح يحلم حلما قد يرى انه من الصعب تحقيقه فى الواقع , وتخيل انه ذات يوم التفت على صوت يناديه , فكانت ولاء الطفلة الرقيقة ابنة عمه التى عاشت معه فى نفس المنزل تحت ظل أسرتين صغيرتين , ونشأت ولاء يتيمة الأم بينما كان والدها دائما يشعرها بالعطف والحنان وهو مزارع بسيط لا يمتلك الا قوت يومه أما شقيقه والد وائل فكان ميسور الحال يعمل موظفا فى احدى الجهات الحكومية . ومع مرور الزمن نمت بين الصغيرين علاقة جديدة قد تكون مختلفة عن صلة القرابة بينهما .

ودارت عجلة الزمن ليراها فى فترة مختلفة , ويجد نفسه عاجزا عن تفسير تلك الحالة التى يعيش فيها , وفى هذه الأثناء سمع صوتا يناديه فالتفت فوجدها هى وبدأ قلبه يخفق لأول مرة ثم نظر اليها فى تأمل ولم ينطق الى ان التزما الصمت ونظرات العيون هى التى تتكلم , وقد اظهر هذا الموقف شعورا جديدا بداخل قلب هذه الفتاة .

ولم تمض الا ايام قليلة حيث ترك وائل الحياة الريفية واتجه نحو العاصمة بعد انتهاء المرحلة الثانوية , والتحق بأحدى الكليات النظرية هناك , وعاش مغتربا فى المدينة الجامعية ومعه زملاء من كل مكان جاء كل منهم ليحقق احلامه فى هذه المدينة المزدحمة , ثم بدأ يرى أشياء جديدة فى الحياة لم يكن رآها من قبل وانضم الى انشطة الجامعة وواصل شعلة تفوقه وتأثر كثيرا بهذه الحياة الجديدة وعاد الى بلدته باشتياق ليرى اسرته ومحبوبته , وعندما رأته غمرتها الفرحة .

ولكنه سرعان ما عاد الى الجامعة ليواصل دراسته , فكانت امتحانات نصف العام قد اقتربت واصبح كارها الذهاب للجامعة او حتى المذاكرة , فحبه لأبنة عمه انساه دراسته , وقال له أصدقاؤه أن الأنسان اذا أحب فأنه لابد أن يتحمس على تحقيق غايته , ولكن هذا الحب كان بمثابة اقصى غاية له , فلا يشغل تفكيره سوى غيابه عنها وبعد المسافات بينهما , وفكر فى العودة ولكن نصحه احد اصدقائه بالذهاب مع الأصدقاء الى القناطر الخيرية فى رحلة نيلية قد تغير من نفسيته .

وعلى ضفاف نهر النيل جلس هناك بمفرده فى مكان هادىء وأخذ يتخيل فتاته الجميلة فى لحظات تأمل , ثم فوجىء بيد وضعت على كتفه فالتفت سريعا فوجدها سيدة عجوز من ملامحها وهيئتها تعرف الى شخصيتها

فسألته ان تقرأ له الكف فوافق ومد اليها يده , فنظرت الى كفه وظلت تتأمله فى دهشة , فلاحظ وائل نظرات القلق فى عينيها فسكت ولم يعقب ليجدها تجذب يده الأخرى , فأصابه الرعب وعندما سألها عن ذلك نهضت وتركته وهى تقول :
ـ انت الوحيد اللى مش هقدر اشوف له حظه , لأنك انت اللى هتشوفه بنفسك .
وتركته ومضت تبحث عن حظها على شاطىء النهر .
عاش وائل اياما فى حيرة من امره بعد لقاء تلك العرافة , وأخذ يفكر فى هذا الكلام الذى لم يفهم منه شيئا , وانقلبت الحال الى اسوء مما كانت عليه , فقد أصابه القلق بعد هذه الرحلة , ثم قرر ان يسافر الى بلدته فشوقه الى محبوبته أجبره على ترك كل شىء والذهاب لرؤيتها .

وأثناء تناول العشاء سمع صوت صراخ شديد أسرع الجميع ليجدوا الفتاة تتألم فى الفراش فحملها الشاب ووالدها وذهبا الى مستشفى قريب من المنزل , وأثناء دخولها غرفة العناية المركزة حضر والد وائل الذى لم يكن بالمنزل وقتذاك وسأل والدها :
ـ ايه اللى حصل .
ـ رد والدها قائلا : كليتاها تعبتعا تانى .
ـ رد والد وائل قائلا : النهارده كان ميعاد جلسة الغسيل ايه اللى نساك؟
اندهش وائل وسأل عمه : هي تعبت قبل كده ولا ايه؟ وغسيل ايه اللى بتتكلموا عنه .
قال عمه : ولاء جالها فشل كلوى .
وعندما سمع ذلك انهار وأخذ يبكى ويصرخ ولا يكاد يصدق الى ان خرج الطبيب وقال :
ـ هى الحمد لله خلصت الجلسة وكويسة تقدر تروح .

واضطر وائل بعد الحاح من والده ان يعود الى الجامعة ودراسته التى اهملها , وعند رجوعه استقبله صديقه ووجد حالته النفسية سيئة فأخذه وسارا يتحدثان وحاول ان يخفف عنه , وعندما علم منه ما اصاب ابنة عمه اقترح عليه ان يذهب ويتبرع لها بكليته فأن ذلك قد ينقذها من الموت ويجعل حالتهاالصحية أفضل .

وعلى الفور أسرع وائل الى قريته ليخبر عمه بذلك , وعند اقترابه من المنزل سمع صوت صراخ يأتى من داخله , فأسرع ودخل غرفة ابنة عمه ليجدها ملقاة على فراشها وقد صعدت روحها الى خالقها , فأنفجر فى البكاء ولم يحتمل رؤيتها فخرج من حجرتها ولكن قبل خروجه لمحت عيناه ورقة بيضاء بجانبها فأذا هى رسالة تركتها له قبل ان ترحل كتبت له فيها :
(كنت أأمل ان أعيش معك مدى الحياة , نمشى الطريق سوية ونخوضه بالحب , نرسم خطواتنا نحو المستقبل , أتمنى ان تتذكرنى , ولا تنسى حبيبتك بعد رحيلها واتمنى لك التوفيق فى حياتك , حبيبى وائل لا تبكى علي اذا رحلت فهذه مشيئة الله ادع لى بالجنة وتذكرنى)

وبمجرد انتهائه من قراءة الخطاب سمع صوت جرس شديد فتنبه له فأذا بزملائه يقولون له : ـ يالله يا وائل الفسحة جت دى كانت حصة طويلة قوى .
صمت قليلا حتى افاق من الخيال الذى رسمه لنفسه ثم رد ضاحكا :
ـ فعلا دى اطول حصة عدت علي .

عودة للحياة

عدد الرسائل : 303 تاريخ التسجيل : 20/05/2007

قصة جميله بس طويله تشعر المرء بالسكون و الهدوء

Admin عدد الرسائل : 319 تاريخ التسجيل : 18/05/2007

أشكرك يا أخى الفاضل والقصة اللى بتقول عليها طويلة دى أصلا صفحة ونص فقط
وشكرا على مشاركتك

عدد الرسائل : 36 تاريخ التسجيل : 29/05/2007

يسلموووو

اخوي
يعطيك العافيه

Admin عدد الرسائل : 319 تاريخ التسجيل : 18/05/2007

أشكرك يا أخى الكريم على مشاركتك وفى انتظار موضوعاتك

عدد الرسائل : 36 تاريخ التسجيل : 29/05/2007

مشكوووور

اخوي مصراوى

الله لا يحرمن منك

عدد الرسائل : 127 تاريخ التسجيل : 05/06/2007

مششششششششششششششششكور القصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصة جممممممممممممممممممممممممممممممممممممممميلةةةةةةةة